
عملية رسم الخرائط معرض " اخر فيصل
صورة بواسطة: أحمد نقد، 2024
منذ بداية الصراع في ال‑15 من أبريل 2023، نزح أكثر من 1.2 مليون سوداني إلى مصر، يسكن غالبيتهم في القاهرة. وبالرغم من ارتفاع حصيلة هذا النزوح الذي يُعَدّ اليوم أحد أكبر الأزمات الإنسانية ، لا تزال قصص النازحين غير مرئية وغير مروية وغائبة عن وسائل الإعلام والخطاب الأكاديمي. ولسد هذه الفجوة، يهدف مشروعنا إلى إعطاء هذه الأصوات منبراً وميكروفوناً، وعلى وجه الخصوص النساء النازحات، عن طريق تنظيم ورش للخرائط في القاهرة. لم تمنح هذه المنهجية طريقاً لتجاوز مدى صعوبة بيئة البحث الأكاديمي في القاهرة فحسب، بل عززت أيضاً وجود مساحة آمنة للتخفيف من وطأة الصدمات التي عانت منها النساء السودانيات المُرَحَّلات قسرياً بسبب الحرب. أحد أهم مخرجات هذه المبادرة هو معرض «آخر فيصل» الذي أقيم لمدة شهر وشهد حضوراً كبيراً. خلال هذه الفترة تم تنظيم سلسلة من الأنشطة منها طاولة حوار و نقاش مُوسَّع بتخصصات متعددة عن تجارب ورؤى ومخيلات النساء السودانيات، وعرض فليم وداعا جوليا وعرض راقص حي

تصميم ريان الحاج
بالإضافة لذلك قامت كل من عفراء عبدالحميد، عاتقة اسحق، مروه احمد ودعاء ابوسوار ، أربعة نساء من المشاركات والقائمات على المشروع، بجولات إرشادية للجمهور والزوار لإنشاء حلقة ربط مباشرة للجمهور مع مشروع البحث عن قرب من خلال أصوات النساء اللاتي كن عناصر فعالة.
تم التفكير بهذه الفعاليات بأهداف متعددة ومترابطة ببعضها البعض. في المقام الأول، كان الهدف منها هو تجاوز الحدود الأكاديمية من خلال جعل هذا البحث متاحاً ومؤثراً لجمهور أوسع ومن أجل توسيع دائرة المهتمين بالمشروع. وفي ذات الوقت، كان الهدف أيضا خلق مساحة للقاء والحوار وتبادل أطراف الحديث حول قضايا حاسمة لكنها غالبا ما يتم تهميشها، مثل الحرب، والنزوح القسري، والتجارب اليومية التي يعيشها المجتمع السوداني في مصر. تظل هذه الحاجة ضرورية ولازمة في ظل العنف المستمر في السودان والتحولات السريعة في الديناميكيات الاجتماعية السياسية في كل من مصر والسودان..

جولة إرشادية للمعرض بواسطة عفراء خلال الإفتتاح في الأول من نوفمبر 2024
تصوير : أحمد نقد، 2024
ينبع هذا المقال من الرغبة الكبيرة لمشاركة الرحلة وسرد القصة التي صنعت معرض آخر فيصل
لذلك قررنا إفتتاح هذا المقال بفيديو عن المعرض، دعوة لاستراحة لحظات قليلة، شاهدوا، استمعوا وانصتوا للقصة، ثم بعد ذلك اتبعونا لمعرفة الخطوات التي ساعدت في خروج هذا المعرض للنور. يقوم هذا النص بتقفي أثر هذه الرحلة، بداية من يناير 2024 عندما انبثقت فكرة إنشاء ورش للخرائط الجماعية..
بداية المشروع
مصر والسودان لديهما علاقات تاريخية طويلة، وخلال العقود الماضية هنالك العديد من السودانيين منهم من أقام في مصر أو من سافر إليها من أجل الاستقرار بها أو لأسباب مختلفة. هذه الهجرات قد تمت لعدة دوافع وعوامل، منها على سبيل الذكر، الصراعات التي قامت في الهامش في بداية الألفية الثانية (دارفور وجنوب كردفان على وجه الخصوص)، القمع السياسي خلال عهد حكم نظام البشير، الفرص التعليمية، والاحتياجات الطبية كما تشير إليه الباحثة
(2024 Ahmed & . 2022 Brucker)
إلا أن الوضع الحالي لم يسبق له مثيل حيث أنها المرة الأولى التي تمس فيها الحرب العاصمة الخرطوم بشكل مباشر وبهذا القدر من العنف مما دفع مواطني الطبقة العليا والمتوسطة في وادي النيل للنزوح من البلاد وهم في حالة من الهلع والذعر. ويضاف إلى ذلك هذا الكم الهائل من النزوح في سابقة لم يرى مثلها حيث أضطر أكثر من 12 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم. تمثل النساء نسبة كبيرة من هؤلاء الوافدين، عندما كان من الممكن للنساء وما دون سن ال16 وما فوق سن ال50 دخول مصر دون الحاجة لتأشيرة فيزا خلال الأسابيع الأولى من الحرب طبقا لإتفاقية الحريات الأربع الموقعة عام 2004 والتي تنص على حرية التنقل والسفر بين الدولتين ونتيجة لذلك، أصبحت العديد من الأسر السودانية في مصر تعتمد على النساء وتقودها النساء، اللواتي يتحملن غالباً عبء المسؤولية المالية والمنزلية وتقوم بدور المعيل من خلال العثور على أعمال مختلفة.
بينما استقر السودانيون في مدن مختلفة، بشكل رئيسي في القاهرة، الإسكندرية وأسوان، بحسب صلتهم وعلاقتهم مع مصر في فترة ما قبل الحرب وخلفياتهم الاجتماعية، انتقل عدد كبير منهم إلى منطقة فيصل (الخريطة 1)، وهو حي يقع على الضفة الغربية من نهر النيل في الجانب المقابل لوسط القاهرة. وقد أصبحت هذه المنطقة، منذ اندلاع الحرب، رمزًا للنزوح السوداني في المخيلة الجمعية. وبفضل التركيز العالي للمهاجرين - بما في ذلك الجاليات اليمنية والسورية والسودانية - وفرت منطقة فيصل مجالًا واسعا لدراسة كيف تتم إعادة تشكيل العلاقات المكانية والاجتماعية باستمرار عن طريق الوافدين الجدد، كما شكّلت نافذة لفهم التفاعلات اليومية والحميمية للنازحين السودانيين.

خريطة 1، فيصل، المنطقة الواقعة في المستطيل الأحمر
في ظل هذا السياق المعقد، بدأنا نفكر بشكل نقدي في كيفية التفاعل مع الوافدين الجدد السودانيين في فيصل، مع الأخذ بعين الاعتبار الأعباء العاطفية التي يحملونها بين اضلعهم، ولا نغض الطرف عن صعوبة رحلتهم إلى مصر، بالإضافة إلى تعقيدات الحياة اليومية في القاهرة. كان لا بد أن يتم التفكير هذه التأملات بحذر في بيئة تزداد فيها المراقبة الأمنية، حيث يخضع المجتمع السوداني لرقابة متزايدة
(Creta and Khalil, 2024)
علاوة على ذلك، ونظراَ لحساسية العمل البحثي في مصر، أصبح من الضروري تطوير أساليب إبداعية لسرد القصص اليومية للمدينة .
(Nassar, A. 2021 & Ghiglia, M.2022)
وضمن هذا الإطار بدأت سامرين، وهي جغرافية من جامعة الخرطوم نازحة في القاهرة، وماريا سوليه وهي جغرافية من جامعة بادوفا سبق لها أن قامت بأبحاث في السودان قبل الحرب، بدأن بدراسة كيف يمكن للأدوات الجغرافية أن تساعد في التعامل مع هذه الشكوك واللايقين. وقد قادهن هذا إلى الرغبة في استخدام ما يسمى بالخرائط المضادة ليس فقط كأداة منهجية، بل أيضا كممارسة يمكنها أن تشرك المشاركات بفعالية في عملية البحث. تتيح منهجية الرسم المضاد إبراز قصص وأصوات المشاركين الذين غالباَ ما يتم تهميشهم في العادة، لذا تعمل عملية الرسم المضاد على وضع المشاركين في صلب عملية البحث، مما يخفف من مركزية دور الباحثين ويتجاوز الديناميات البحثية الاستخراجية والاستغلالية.
للبدء في هذه العملية، قمنا بتعميم دعوة للمشاركة عبر مستند غوغل تمّ نشرها في مجموعات فيسبوك وواتساب، ودعونا السودانيين الذين نزحوا حديثًا إلى حي فيصل (تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا) للانضمام إلى ورشة عمل لرسم الخرائط الجماعية. ولعبت شبكة سامرين دورًا حاسمًا في منح الثقة للمبادرة وتشجيع المشاركة.
عن العملية
أُقيمت أول ورشة عمل في مقهى سوداني بمنطقة فيصل في 2 مارس 2024. وقد سبقت انعقادها مجموعة من التحضيرات، شملت مشاورات مع مجموعة كوليكتيفو اورانجوتانجو حول كيفية هيكلة الورشة، وترجمة دليل حول “الرسم الجماعي للخرائط”إلى اللغة العربية، وطباعة الخرائط اللازمة كما أظهرت النقاشات مع ماري باسي وهي عالمة سياسة ومنسقة مركز الدراسات والأبحاث سيديج الخرطوم الذي انتقل إلى القاهرة بعد اندلاع الحرب ومع دعاء أبوسوار وهي باحثة في علم الاجتماع وزميلة بحثية في المركز ذاته والتي تقطن في منطقة متاخمة لفيصل والتي أبدت اهتمامًا مشتركًا بالمشروع، وإمكانات واعدة لربط آفاق معرفية وتخصصات متعددة في إطار هذا العمل البحثي.
من المدهش حقا هو أن الحضور في الورشة اقتصر بالكامل على النساء. شاركت 11 امرأة سودانية تترواح أعمارهن بين 20 و 40 عاماَ، وجميعهن مررن بتجربة النزوح القسري، وكنّ يعشن سابقاً في ولاية الخرطوم. بعض المشاركات كنّ طالبات عند اندلاع شرارة الحرب، بينما كانت بعضهن منخرطات بالفعل بمسارات مهنية مختلفة. والعدد القليل منهن كان لديهن معرفة سابقة بالجغرافيا من خلال دراسات أكاديمية في السودان، بينما كانت الأدوات الجغرافية شيء جديد للأخريات ويتعاملن لأول مرة مع هذه الأدوات.
مع الأخذ في الاعتبار هذه الخلفيات المتنوعة ولكسر الجمود القائم بين المشاركات، قمنا بتصميم الورشة كنشاطين رئيسيين. ركز النشاط الأول على رسم كل مشاركة لخريطة فردية توثق رحلتها من السودان إلى مصر، حيث طُلب من النساء تتبع اللحظات المفصلية في تجربة النزوح وتحديد مواقعها على الخريطة، وهذا لكسر الفكرة القائمة على أن مهمة الخرائط هي فقط مساعدة الجغرافيين في عملهم، وجعلهن يكتشفن أن للخرائط مهام أخرى وفوائد مختلفة. ومع أخذ الجلسة في التقدم اتضح جلياً أن المشاركات بحاجة لمزيد من الوقت المتوقع للرسم والكتابة على خرائطهن. كما جرت العادة في الأبحاث التشاركية، تولّت المجموعة زمام المبادرة في توجيه سير العملية فقادنا هذا إلى جلسة مطوّلة من البوح العاطفي والعواطف الجياشة حول تجارب النزوح. وبالفعل، كانت هذه هي المرة الأولى التي تتاح فيها الفرصة للعديد من النساء لمشاركة ما يجول في أنفسهن من قصص منذ وصولهن إلى القاهرة منذ بضعة أشهر.
بعد هذه المرحلة التمهيدية، انتقلنا إلى الجزء الثاني من الورشة، والذي يشكل جوهر المشروع والذي يتمحور حول تنفيذ رسم الخرائط المضادة لمنطقة فيصل. الحي الذي تعيش فيه المشاركات منذ وصولهن للقاهرة. ومن أجل هذا النشاط، قمنا بطباعة خرائط أساسية كبيرة النطاق لمنطقة فيصل، وقمنا بتوفير مواد متنوعة مثل الأقلام والألوان والملصقات. بدأت النساء برسم نقاط لها دلالات وأهمية شخصية، بدءاً من منازلهن وامتداداً إلى البقالات (الدكاكين)، صالونات التجميل والمستشفيات. أنشئت معظم هذه الأماكن مؤخراً من قبل السودانيين، دون تصريح رسمي، وبالتالي تقع ضمن الاقتصاد الغير رسمي، ولا تتواجد على الخرائط الرسمية، لذلك، لعبت عملية رسم النقاط هذه دوراً حاسماً في إبراز الخدمات والمساحات التي غالبا ما يتم تهميشها في الخرائط التقليدية والاعتيادية لفيصل. وبالإضافة إلى تحديد المواقع الرئيسية، شجعنا المجموعة على التفكير في علاقتها العاطفية بهذه المساحات، مثلا الأماكن التي يشعرن فيها بالأمان أو بعدم الارتياح، الأماكن التي يحببنها أو لا يحببنها والأماكن المألوفة أو الغير مألوفة لهن، ولماذا.
ومن خلال دمج هذه الطبقات، أصبحت الخرائط أكثر من مجرد أدوات جغرافية، بل تجاوزت ذلك وتحولت إلى تمثيلات مكانية-علاقية للحياة اليومية.
(Rossetto, 2019)
بعد ساعات طويلة من العمل، اختتمنا الورشة بجلسة ختامية للتقييم والمراجعة، واستنتجنا أننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت لمواصلة استكشاف ومناقشة كلما أنجبته هذه الورشة. وجدت هذه الفكرة صدى لدى السيدات. علاوة على ذلك، فإن الروابط الحميمية التي نسجت خلال الجلسة عززت هذه الفكرة. وفي الأخير ورشة العمل المزمع إقامتها في يوم واحد تحولت تدريجياً إلى عملية بحث جماعي مستمرة.
التقينا عدة مرات بين مارس وسبتمبر 2024 لمواصلة تطوير الخرائط الجماعية والانخراط في نقاشات حول مسار المشروع وتفرعاته المستقبلية. وقد جرت هذه اللقاءات، من ورش أو موائد إفطار جماعي في شهر رمضان الكريم، جرت غالباً في بيت إحدى الباحثات. جاء هذا القرار بناءً على شيئين أساسيين: أولاً، الحاجة الماسة إلى بيئة آمنة ومألوفة تتيح استمرار الأحاديث الحميمية، وثانياً، ما يقتضيه المتطلب العملي لمساحة واسعة تكفي لاستيعاب المواد المستخدمة من خرائط وغيرها. وبمرور الشهور، تبيّن أيضاً مدى أهمية التعمق أكثر في القصص الشخصية للنساء المشاركات في الورش والتعرف عليهن عن كثب. وأدى هذا الإدراك إلى تنظيم مقابلات فردية تهدف إلى إلقاء الضوء على حياتهن قبل النزوح، وطموحاتهن المستقبلية، وتصوراتهن لنتائج المشروع.




خلال هذه اللقاءات، تم اتخاذ قرار جماعي بتوسيع المجموعة لتشمل تجارب الأمهات، مما أدى إلى انضمام ثلاث نساء قمن بإثراء القصص التي تم تمثيلها على الخرائط. وبعد ذلك، اتفقنا جميعا على تنظيم معرض في الخريف كمنتج مباشر للعمل البحثي، ليكون وسيلة لنشر النتائج، وأيضاَ كاستراتيجية لتجاوز بطء عملية النشر الأكاديمي. بينما أبقينا هذا الهدف نصب أعيننا وبغية تحقيقه قمنا بدعوة كل من الأنثروبولوجية فرح حلابة، والفنانة التشكليلية السودانية رندا ياسين، ومصممة الجرافيك ريان الحاج، للمساهمة في توسيع رؤيتنا حول ما يمكن أن يصبح عليه المشروع. واستجابة لاهتمام النساء الواضح بإنتاج مواد قد تكون مفيدة للوافدين الجدد، قامت فرح حلابة بتيسير ورشة عمل حول صناعة “الزين” وهي عبارة عن كتيبات ذاتية النشر، تجمع بين النصوص والصور ومحدودة التوزيع. ونظراً للمخاوف الأمنية المتعلقة بإنتاج دليل رسمي لفيصل، إلى جانب المخاطر المؤسسية برسم الخرائط المضادة، وإمكانية استغلاله من قبل السلطات
(Schweizer & Halder 2024)
أصوات من المدينة
الصوت الاول: أصوات من شارع فيصل.
الصوت الثاني:أصوات من شارع فيصل.
الصوت الثالث: أصوات موسيقى من الشارع.
بالإضافة إلى تلك الكتيبات، برزت أهمية الصوت كموضوع متكرر في عدة لقاءات. فعند سؤال النساء عن وصف حي فيصل بثلاث كلمات، وردت كلمة “زحمة” بشكل متكرر. واستجابة لذلك، قمن بتسجيل أصوات من حياتهن اليومية في فيصل، إدراكاً منهن بأن الشعور بالحي وسماعه هو جزء لا يتجزأ من حياتهن اليومية فيه.
رندا يس، التي قطنت في فيصل أيضاُ، شاركت بفعالية في اللقاءات، بهدف استخدام وسيلة مختلفة وهي الرسم كأداة لتجسيد المواضيع التي برزت خلال ورش رسم الخرائط. وقد أسفر هذا المسار عن إنتاج ثلاث لوحات فنية، خُصص لها ركن خاص في المعرض. جميع المواد التي تم تطويرها على مدار هذه الأشهر، بما في ذلك الخرائط، والمفاتيح التفسيرية، والكتيبات، سلمت لاحقاً إلى ريان الحاج. وبتعاون وثيق مع فرح حلابة، التي تولت مهام تنسيق المعرض، قامت ريان بتصميم وتصوير المواد البحثية لتقديمها ضمن المعرض.

هكذا تشكل هذا المسار على مدار عام كامل وما يلي ليس سوى لمحة موجزة عن الرحلة التي قادت إلى إقامة المعرض. ندعوكم الآن للعودة إلى بداية هذا النص، وإعادة مشاهدة الفيديو، ولكن هذه المرة بفهم أعمق لما كان يجري خلف الكواليس من عمل وتفاعل وتوثيق.
بينما نكتب هذا المقال نود أن نحيطكم علماً أنه خلال هذا المسار الذي امتد لعام كامل، يظل السياق الاجتماعي والسياسي في حالة تغيّر كبير وغموض دائم. بعض النساء المشاركات غادرن حي فيصل، في حين استمرت الوافدات الجدد في الاستقرار فيه، وبعضهن عدن إلى السودان. وفي ذات الوقت، يستمر الوضع في التدهور أو التغيير سواء في معاملة المواطنين السودانيين في مصر، أو في سياق الحرب المستمرة في السودان، مما يجعل المستقبل القريب غير قابل للتنبؤ. في مثل هذا الواقع الغير مستقر بوتيرة متسارعة، حيث لا يعلم أحد ما الذي يحمله الغد، حيث يمكن للذكرى أن تظهر وتختفي في لمح البرق. لذلك شكّل المعرض وسيلة فورية وآنية للتوثيق، لالتقاط لحظة زمنية كانت فيها عمليات التذكر والأرشفة عملا له أهمية وخصوصية كبيرة من أجل الإبقاء على الأثر وتقفيه.
لمراجع
- Ahmed, A. (2024), « From “Brothers to Sisters” to “Undesired Refugees” », ORIENT IV, p 34-44.
- Aldrin, P., Fournier, P., Geisser, V. et Mirman, Y. (dir.) (2022), « L’enquête en danger Vers un nouveau régime de surveillance dans les sciences sociales. » (p. 313 -330), Armand Colin.
- Brücker, P. (2020), « En quête de statut. Mobilités et mobilisations des demandeurs d’asile soudanais en Egypte et en Israël (1995-2015), thèse de doctorat en science politique », IEP Paris.
- Creta, S. and Khalil, N. (25/04/2024), « Inside Egypt’s secret scheme to detain and deport thousands of Sudanese refugees », The New Humanitarian.
- Ghiglia, M. (2022). « Chapitre 15. Comment la dimension de la surveillance participe à la fabrique d’une recherche. Expérience d’enquête dans l’Égypte post-janvier 2011. » Dans Aldrin, P., Fournier, P., Geisser, V. et Mirman, Y. (dir.), cité plus haut.
- Nassar, A. (2021). Geopoetics as Disruptive Aesthetics: Vignettes from Cairo., GeoHumanities, 7(2), p455–463.
- Rossetto, T. (2019). Object-Oriented Cartography Maps as Things. Routledge.
- Schweizer, P., & Halder, S. (2024). « Don’t believe the mapping hype! Three steps back for an engaged cartography. » In Rossetto, T., & Lo Presti, L. (Eds.). The Routledge Handbook of Cartographic Humanities (1st ed.). Routledge.